هل تعلم أن ملاهي ومراقص منطقة المسبح بالعاصمة بغداد روادها من ( أصحاب العمائم ) والامريكان.!
ظلت منطقة المسبح الواقعة بالعاصمة بغداد والقريبة من نهر دجلة الخالد وعلى امتداد عدة عقود من الزمن الملاذ والمتنفس الوحيد للعوائل العراقية التي تحزم امتعتها وتتوجه الى هذه المنطقة الغنية باشجارها وحدائقها التي تضم انواعا واصنافا عديدة ومتنوعة من الزهور والارض المفروشة بانواع جيدة من (الثيل) حيث يفترشون الارض ويقضون فيها اوقاتا ممتعة تعكس طيبة العراقي وتعلقة بارضه وحبه، فلكل غصن شجرة متدلي يحكي قصة او طرفة او نادرة من الماضي التليد وحاضر بغداد الزاهر قبل الاحتلال البغيض الذي حرق الاخضر واليابس.
وقد اضفى وجود مساكن وبيوت بعض الوزراء والمسؤولين الكبار في زمن النظام السابق نوعا من الاهمية على المنطقة التي اصبحت لدى العراقيين من الرموز الحضارية التي تستقطب في المناسبات الوطنية والدينية الالاف من العراقيين من دون تمييز على الجنس او الطائفة او المذهب ، حيث يختلط هذا المزيج ليعكس لوحة لفسيفسائية المجتمع العراقي المتنوع والقائم على المحبة والاخاء والمودة.
ان الذي دفعنا لتناول هذا الموضوع ما آلت اليه الاوضاع في هذه المنطقة وعموم بغداد بعد قرار حكومة الائتلاف الكارتونية باعادة العمل للملاهي والمراقص التي اغلقتها لفترة محدودة على اعتبارها (حكومة دينية)..! لكنها سرعان ما اعادة فتحها بتوجية امريكي ولاسباب سياسية تهدف من ورائها توجيه الشباب لهذا النوع من اللهو ظنا منها تقليل انخراطهم في العمليات المناوئه لها وابعاد الشبهة الدينية المتزمتة عنها ، فاصبحنا امام واقع جديد ومختلف كليا عن الواقع السابق قبل الاحتلال من حيث رواد هذه الاماكن وما يمارس فيها من اعمال لا اخلاقية بحيث اصبحت متنفسا للطبقة التي جاءت مع الاحتلال واغتنت من كسب المال الحرام من الرشاوي والسرقات من المال العام..
الطريف حقا ان معظم هؤلاء الرواد من اصحاب العمائم السوداء الذين لا يحلوا لهم قضاء الاوقات الا في هذه المراقص والملاهي بعد ان يقوموا في اماكن معينة بخلع ملابسهم من عمامة وجبة وارتداء بنطرونات الجنس والتيشيرتات والقمصان التي تغطيها انواعا راقية من (يلكات) الحرير المطرزة بالزخارف والعبارات الغربية.! ان ما رواه لنا احد الذين تصادف وجودهم في هذه الاماكن لا يمكن ان يصدقة عقل او يخطر ببال فأحد فهولاء يجلسون على طاولات طويلة مليئة بانواع مختلفة من المشروبات الروحية من ويسكي وجن وفودكا واصناف من الاطعمة لم يتناولوها في اعراس امهاتهم كما يقول المثل العراقي..
كما أنهم يقومون بتبادل التحايا الواحد للاخر من حيث يجلسون وتسمع قهقهاتهم في طول وعرض الصالة التي يزينها وجود بنات الليل من المحلي والمستورد اللاتي يقدمن خدماتهن لهم بالعملة المحلية وبالدولار المملوءة جيوبهم بها والذي يذهب الكثير منها لينثر فوق رؤوس الراقصات بعد ان يعمل المشروب عمله في رؤوس هؤلاء ادعياء الدين والوطنية.! ويحكي لنا شاهد العيان هذا والذي لم يفيق بعد من دهشته واستغرابه لما آلت اليه الاوضاع في العراق ، ان ليالي السمر هذه تمتد حتى الساعة السابعة او الثامنة صباحا بعدها يغادر هؤلاء مصطحبين بعض بنات الهوى وبمرافقة دوريات شرطة النجدة الذين يشملهم جانب من الغنيمة حيث يتم منحهم 100 دولار للدورية الواحدة وهو مايعادل (120) الف دينار عراقي اضافة الى ما يتبقى من طعام ومشروب ، والغريب ان هذه المراقص والملاهي محمية من قبل قواطع شرطة النجدة حيث ترابط اكثر من دورية شرطة عند البوابة الرئيسية لها .
وجدير بالذكر ليسوا هؤلاء وحدهم من يتردد على هذه الملاهي والمراقص وانما الجنود والضباط الامريكان الذين لا يقلون شرهاً من أصحاب العمائم لا من حيث الشرب والاكل والانفاق بل يمكن ان يزيدوا عليهم من حيث توفر المكان المناسب لممارسة الدعارة فيه للبنات اللاتي يتم اصطحابهم معهم حيث تتم الممارسات في مبنى السفارة الامريكية القديم في منطقة المسبح التي تم اغلاق اغلب شوارعها وازقتها لضمان الحماية للامريكان و(ضيوفهم من العراقيين) ، وحكى لنا هذا العراقي ان دوريات الشرطة متفقة مع اصحاب الملاهي والمراقص على توفير الحماية لهم مقابل مبالغ نقدية يتم الحساب عليها شهريا.
وإذ نعرض لقرآئنا هذه الرواية لكي تترك للقاريء العزيز الذي هو هدفها الاول والاخير اصدار الحكم المناسب على هذه الحكومة واصحاب العمائم الذين يعتبر الدين منهم براء ولا يمتون اليه بأية صلة سوى تفننهم في خداع البسطاء من الناس وما اكثرهم في العراق الذين من بين ابرز صفات وخصال شعبه الطيبة المفرطة والايمان بالموروث الحضاري والديني الذي شوهه مع الاسف حكام بغداد الجدد يساعدهم في ذلك محتل غادر ولئيم ولكن نقول ما قاله الله لرسوله الكريم(صلى الله عليه وسلم) (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) وهذا اليوم ليس ببعيد..
----------
تعليق الرابطة العراقية: يخلعون عمائمهم ( السوداء ) ويرتدون الجينز والتيشرتات لممارسة شذوذهم وانحطاطهم..! بينما الشرطة العتيدة التي خصصت لحماية الشعب، تنكلّ فيه وواجبها ( الوطني ) اعتقال أبنائه وتعذيبهم والانتقام منهم، بينما يحرصون على حماية الساقطين من أصحاب العمائم والمحتلين والعاهرات وأوكارهم..؟ وبعدها على الشعب المنكوب إعادة انتخابهم وعليه أن يصفق ويهلل لهم..؟ بل الطامة هناك من يدعون أنهم ( عراقيون ) يستميتون الدفاع عن ثلّة عمائم الشر والفسق والفجور ويباركون سقوطهم..؟
فهل هناك مهزلة كمهزلة عراقهم المحرر الجديد..؟!
الرابطة العراقية \ بغداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق